فى بيتنا بلطجى ..آلات تجهز بها البيت لمواجهته

عندما تحكم على إنسان لا تحكم عليه خلال فترة سلامه وهدوءه..

فكلنا نحسن السلوك واختيار لغة الحوار ونحن فى حالة انسجام ..يستوى فى ذلك الانسان
الراقى والانسان البلطجى ..المهذب و فاقد الأدب..
وطوال فترة الاتفاق سوف تسمع من كلمات المديح والغزل والمجاملات ما يسعد أذنيك..
ولكن عند أول خلاف ..تكون الكارثة ..

اذن يمكنك إختيار صديقك عند لحظات الغضب والإنفعال ..فكلنا يغضب ويخطىء..
وكلنا يلعن ويسب عند انفلات المشاعر ..ولكن يبقى شىء أساسى
تعرف من خلاله من أى بيئة خرج منها هذا الإنسان ..يظل لفظ الكلمات التى تخرج من فاهه
هى دليلك على طريقة تربيته ومن أى أب و أم وبيئة ترعرع فيها ونما..

واعلم جيدا أن إساءة الاختيار ..عاجلا أو آجلا ..سوف يصيبك يوما ما..
وسيكون انقلاب هذا الذى كان صديقا لك هو السم القاتل الذى تناولته طوال فترة الصداقة معه
لأنه عندما ينقلب عليك سوف يمطرك بقاموس الشتائم الذى تربى ونشأ عليه طوال عمره..
ولن يجد فى ذلك غضاضة ..بل وينام سعيدا بالإنتقام منك ..
لأن هذا القاموس هو قانون حياته ..وهو شىء مألوف لأذنيه..
بل والمصيبة الكبرى أن ضميره يكون مستريحا لأنه جاهل بحجم الكارثة التى نصبها
لنفسه فى الآخرة ..قبل أن ينصبها لمن كان صديقه فى الدنيا ..

أما أنت فهنيئا لك..فكل أسرارك.. الصادق منها والكاذب ..تلاحقك فى كل مجلس لهذا السفيه ..
وساعتها لا تلومن إلا نفسك

إنتظر ..ليس هذا كل شىء ..هل تصدق أن هناك ميزة واحدة فقط تجنيها
عند انقلاب هذا الصديق القليل التهذيب وقليل التربية..
فبعد إنقلابه عليك يمكنك استغلاله رادار ليكشف لك عن باقى الأصدقاء ..
فمن أيده فهو من نفس الطينة ..أو يكون جبانا يخشى من بطش سبابه وقذارة لسانه .. فتخلص فورا من هذه الحثالة..
فهى لا تستحق أن تلقى لها بالا ..أما من عارضه فهو كريم الخلق وصاحب شجاعة فإبقى على صحبته
فقد غنمت من الأصدقاء كراما


ولا تحزن على فقدانك لهذا البلطجى فسوف ينعم بسبابه معه فى قبره
وتنهل أنت من حسناته وتزيح عليه من سيئاتك يوم الموقف العظيم
فمرحبا بالبلطجى فى بيتنا..فقد عرفت الآن كيف تتسلح عند مواجهته



عن ابى هريره رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اتدرون ما المفلس من امتى ياتى يوم القيامة بصلاه وزكاه, وياتى قد شتم هذا وسب هذا وقذف هذا واكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا, فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فان فنيت حسناته قبل ان يقضى ما عليه اخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح فى النار.
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم