مسرحيه هو وهى الفصل الاول والاخير

منظر عام لغرفة مكتب حكومي موجود فى الغرفة تلات مكاتب يجلس على كل مكتب موظف

شاب وشابة يدخلوا من باب الغرفة وهو ماسك مجموعة ورق فى إيده وباين عليهم الزهق والإرهاق. راحو للراجل الأول، بص للبنت من فوق لتحت وبعدين بص للولد بمنتهي الاحتقار.

- الولد: لو سمحت عاوزين نختم شهادات تخرجى أنا وزميلتى وقالوا لى تحت أطلع أختمهم من هنا.

- الموظف الأول وهو لسه باين عليه الزهق الشديد: شهادتكم إنتوا الإتنين، دا إيه الشهامة دى.لأ مش من عندى روح للأستاذ فى المكتب اللى جنبى...(فى صوت واطى ملىء بالسخرية) إنت وزميلتك...يا حبيبى

- يروحوا للموظف التانى اللى فضل باصص للبنت وكأن الولد غير مرئى.

- البنت: لو سمحت عاوزين نختم الشهادات دى.

- الموظف الثانى وهو لسه بيبص للبنت كأنه هيكتشف فيها الذرة وعلى وشه إبتسامة عريضة: يا سلام، دا إنتى تأمرينى، دا سيادتك تطلبى عينى، بس ما قولتليش هتتخرجى وتسيبينا ليه، والله هتوحشينا..قصدى هتوحشونا قوى.

- الولد وهو بيبصله بغيظ: معلش هأبقى آجى أزوركوا، خصوصا حضرتك، أصلك لطيف قوى.

- الموظف الثانى يبص للولد من فوق لتحت بتهكم وبعد كده يبص للبنت: ما أنا عارف إنى لطيف، هو الأستاذ معاكى؟

- الفتاة: أيوه

- الموظف الثانى: طب معلهش بقى أصل الختم اللى عندى ممسوح، روحوا لمكتب الأستاذة اللي جنبى.

- بعد لما يوصلوا للموظفة نمرة تلاتة على المكتب التالت وهى بتتكلم فى التليفون.

- الولد وهو يحاول الإبتسام: ممكن لو سمحتى تقوليلنا نعمل إيه عشان نختم الشهادة دى، وقالوا لنا إن حضرتك اللي عندك الختم.

- الموظفة فى نظرة خبيثة للولد ثم تتفقد البنت من فوق لتحت: (متحدثة فى التليفون) أيوه ياختى والله..إستنى لحظة يا سناء...(متحدثة للولد) هات يا حبيبى

- تأخذ الموظفة الورق و تظل تنظر للبنت من تحت لتحت دون أن ترى الورق: كان على عينى بس التاريخ مش باين فى الشهادات، روح يا ابني إنت وهى عيدوا الإجراءات من الأول تانى....(تمسك سماعة التليفون من جديد) بس يا سناء يا حبيبتى زى ما بقولك كده.

- يتجه الولد والبنت إلى باب الغرفة ليخرج وهو فى منتهى الغضب، فيصطدم بالموظف نمرة أربعة يدخل من الباب وهو يحمل مجموعة من الأوراق فتسقط الأوراق من الموظف وتسقط الشهادة من الشاب على الأرض.

- الموظف الرابع و هو مخضوض: فى إيه يابنى بالراحة شوية...(ينحنى الشاب ليلملم الأوراق من على الأرض، فيرى الموظف الشهادات بدون ختم) إيه يابنى دا إنتوا رايحين فين، الشهادات دى مش ناقصها غير ختم من عندنا فى المكتب، تعالوا أختمها لكم (يذهب الموظف مع الشاب والفتاة فيختم لهم الشهادات فيشكره الشاب و يرحل مع الفتاة فى سعادة).

النهاية

طبعا إنتوا بتسألوا هو إيه علاقة المكتوب فوق ده بأى حاجة. إحنا موضوعنا المرة دى علاقات الأولاد بالبنات، فأنا حبيت أرمز للأربع أنواع الأساسين لآراء المجتمع المصرى فى علاقات الولاد بالبنات.

ناس كتير قوى إتكلموا فى الموضوع ده وإتعمل فيه أبحاث وإتعملت عنه ندوات ومع ذلك بيفضل الموضوع واحد من أكتر المواضيع اللى فيها إختلافات كبيرة فى وجهات النظر.

المشهد اللي فوق ده أكيد مش بيعبر عن نظرة المجتمع المصرى كله بس برده فيه نسبة كبيرة قوى من الواقع اللي بيحصل كل يوم فى حياتنا، ولو نزلنا الشارع دلوقتى وعملنا استفتاء عن موضوع علاقة الأولاد بالبنات، هنلاقى إن الموظفين الأربعة اللي فوق دول بيمثلوا الرأى العام فى الشارع المصرى عن الموضوع دا. تعالوا نشوف إيه السبب ورا الطريقة اللي عامل بيها كل موظف الولد والبنت دول.

بس قبل ما نبتدى لازم نتفق على حاجة، إن مش معنى إن فيه رأى بأختلف معاه يبقى الرأى دا إحنا مش بنحترمه، كل الأراء إحنا بنحترمها جدا زى بالظبط كده ما إحنا بنتوقع من الأخرين إحترام رأينا.

يلا بقى نشوف الموظف الأول ليه عاملهم باحتقار، أكيد النوع دا من الناس بيبقى بيفكر إن شباب اليومين دول جيل متدلع، وأكيد برضه بيقول لنفسه دايماً: يا سلام فين أيام زمان ورجالة زمان؟!!!

وهنا بقى يجيى السؤال، أكيد الراجل دا متجوز، طب هو عرف مراته إزاى؟ يمكن جواز صالونات، طب كان بيتعامل فى فترة الخطوبة إزاى؟ بلاش كل ده لو جت واحدة زميلته طلبت منه إنه يساعدها فى حاجة، أعتقد إن الرجولة بتقول إنه يساعدها، وبعدين اللي بيساعدها دى ممكن تبقى أخته أو قريبته؟

شوفوا إحنا قلنا كام إفتراض. وليه كل ده؟ وليه أفضل أخمن ويبقى سوء الظن هو الانطباع اللي على طول بأخده عن الناس؟ حتى لو إفترضنا إنه يعرف عن الإتنين دول حاجة، هل الحل إنى أكشر فى وشهم، ولا أحسن من كدا إنى لو عاوز أصلح منهم فعلا إنى أعاملهم كويس وأكسب ثقتهم عشان يقبلوا منى النصيحة بعد كده.

نيجى بقى للموظف التانى، و النوع دا للأسف مفيش أكتر منه فى مجتمعنا، لو جيت سألته فى موضوع المعاكسة هيقولك دا عيب وحرام، و تخيلوا بقى كمان لو الراجل دا متجوز ومخلف، أكيد مراته لما هتلاحظ حكاية المعاكسة دى مش هتقدر تحترمه، و نفس الكلام لو كان عنده بنت، أما لو كان مخلف ولد فالمأساة إنه إبنه يا هيقلده ويطلع زيه يا إما مش هيقدر يحترمه.

وبصراحة أنا مش شايف سبب معقول يخللى المجموعة دى من الناس منتشرة كده فى مجتمعنا، النصيحة الوحيدة اللي ينفع تتقال للنوع دا من الناس يا ريت يا جماعة تفكروا فى رأى الناس فيكم وقد إيه إحترامكم بيضيع لما بتعملوا كده.

أما بقى بالنسبة للموظفة التالتة، فدى بقى بتشوف إن علاقة الولد بالبنت دى حاجة غلط وإن البنت هى السبب فى الغلط ده.

رأى النوع ده من الناس بيبقى متأثر دايما بفكرة إن الراجل ده مخلوق شرير هدفه من الحياة إنه يستغل الست ومش بيفكر غير فى نفسه وبس. فطبعا النوع دا من التفكير عنده يقين إن كل الرجالة وحشين فالبنت اللى توافق تعرف ولد تبقى بنت مش محترمة عشان مش بتحافظ على نفسها من شرور الراجل.

فى رأيى إن حل المشكلة دى لازم ييجى من الجيل الجديد من ولاد النوع دا من الستات لأنهم هما الوحيدين اللى يقدروا يثبتوا إن الراجل دا مش كائن شرير بالضرورة، هو مجرد إنسان زيه زى الست.

آخر نوع هو الموظف الرابع ده أهم نوع من الناس وفى رأيى إن إحنا لازم نشجع الناس دى ونركز عليهم فى الإعلام كصورة إيجابية لسلوك الشخص بصفة عامة، لأنه مش بس ساعدهم، لأ هو كمان تقبل غلطة الشاب بسب إندفاعه، وكمان كسب إحترام الشاب والفتاة، وده بس لأنه تعامل معاهم كويس وما شافش مساعدة الشاب للفتاة بأنها جريمة أو حاجة قليلة الأدب.

لو إنت بقي واحد من الموظفين اللى في المكان ده كنت هتتعامل إزاى مع الولد والبنت دول. ولو إنت مكان الولد أو البنت كنت هتعمل إيه. حاول تحط نفسك كده مكان كل واحد فى المشهد اللى فات وفكر من منظوره وشوف تفكيرك هيبقى زيهم والا مختلف عنهم.

لو إنت بقي واحد من الموظفين اللى في المكان ده كنت هتتعامل إزاى مع الولد والبنت دول. ولو إنت مكان الولد أو البنت كنت هتعمل إيه. حاول تحط نفسك كده مكان كل واحد فى المشهد اللى فات وفكر من منظوره وشوف تفكيرك هيبقى زيهم والا مختلف عنهم.